الشّباب والعنف والانقطاع المدرسيّ والفنّ في الحيّ الشّعبيّ في تونس

دراسة حالة في أحياء: حي التضامن ودوار هيشر وفوشانة وسيدي حسين

كيف ينشأ العنف في الحي الشعبي في تونس تحديدا، وكيف يتعايش معه الشباب، من الجنسين،وكيف يساهم في سيرورات التنشئة في العائلة والمدرسة والفضاء العام؟  كيف ينقطع الشباب في الحومة الشعبية عن الدراسة؟ ولماذا ينقطعون عنها ؟ أو كيف يسير الشباب في هذا المجال السوسيو-حضري نحو الانقطاع المدرسي باعتباره صيرورة اجتماعية ناتجة عن سيرورات تحدّدها عوامل ذاتية وموضوعية وكلية وجزئية مركبة ومعقدة ومتداخلة؟ أية علاقة يمكن فهمها سوسيولوجيا بين الحومة الشعبية باعتبارها فضاء وانتماء طبقيّا والشباب بما هو سن ومجال اجتماعي هش[1] والمدرسة باعتبارها مؤسسة تغيرت أدائيتها لدور التنشئة الاجتماعية[2]؟ هل تنتج هذه العلاقة العنف والانقطاع المدرسي؟ وهل ينتج هذا الانقطاع العنف، أم أن العنف هو الّذي ينتج الانقطاع، أم هي علاقة اصطفاء متبادل؟ وكيف يمكن للفن أن يقدم إجابة ما عن سؤال: ما البديل للعنف في هذا العالم الاجتماعي المخصوص؟

 وتحاول هذه الدراسة تقديم إجابة سوسيولوجية عن هذه الأسئلة وأخرى تحوم في فلكها عبر سبر بحثي لهذه الإشكالية على مستويين: المستوى الأول، وذلك بالنفاذ إلى المعطيات الأولية، أي إلى ميدان البحث: شباب الحومة الشعبية الذي انقطع عن الدراسة وكذلك الشباب الذي لم ينقطع والذي يمكن/أو أمكن للفن أن يصير بالنسبة إليه بديلا عن العنف. وقد كان العنف خبزه اليوميّ، بل مازال كذلك راهنا. وذلك بدراسة حالات بعينها في أربعة أحياء شعبية) التضامن. دوّار هيشر. سيدي حسين. فوشانة (هي الأكثر هشاشة اقتصادية واجتماعية وتعرضا للإفراد الحضري[3]. أمّا المستوى الثاني من البحث، فيتّصل بالنفاذ/ بتجميع المعطيات الثانوية، وقد بحثنا فيه عن الإجابات السوسيولوجية السابقة عن نفس الأسئلة، فراجعنا أهم البحوث والدراسات التي قاربت مسألة الانقطاع المدرسي والعنف والفن والحومة الشعبية في تونس وخارجها.


[1]RENÉ, Jean-François, « La jeunesse en mutation. D’un temps social à un espace social précaire. » Sociologie et sociétés, volume 25, numéro 1, (printemps 1993) : p. 153–171.

[2] Dubet, François, « Déclin de l’institution et/ou néolibéralisme ? », Éducation et sociétés, vol. 25, no. 1, (2010) : pp. 17-34.

[3]سنشرح/نوضّح ذلك في الجزء المخصّص لمجتمع البحث