منع العنف القائم على النوع الاجتماعي

“العنف ضد النساء والفتيات” هو نتاج تفاعل معقد بين العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. وهو يتفاقم أثناء النزاع المسلح، لا بل يكشف التحليل الجندري للعنف أن العديد من النساء والفتيات يتعرضن للعنف قبل وأثناء وبعد النزاع المسلح، لا سيما في المنزل. لذلك، يجب تصوُّر ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات على أنها سلسلة متصلة. 

يحدد عملنا في مجال منع العنف ضد النساء والفتيات في البيئات الهشة والمتضرِّرة بفعل النزاع دوافع العنف المنزلي والعنف بين الشريكَيْن، والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والتمييز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة. وتشمل هذه الدوافع المعايير الجندرية الأبوية في المجتمعات التي تفرض تولّي كبار السن القيادة، والخضوع والرضا من قِبَل النساء الأصغر سناً، وبسط السيطرة الاجتماعية بمستويات عالية لضبط هذه المعايير، وقبول العنف، وممارسة الضغوط الاقتصادية والنفسية ذات الصلة، وإقامة الروابط بين انعدام الأمن الغذائي والعنف المنزلي والعنف بين الشريكَيْن، وافتقار المرأة إلى القدرة على الحركة، وتعميم تعاطي المخدرات. كل هذه العناصر قد تترابط ببعضها البعض ويعزّز واحدها الآخر.  

يعزّز عملنا في مجال العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي السلام من خلال الإدراك بأن العلاقات بين الأفراد هي جزء لا يتجزأ من سياق عائلي أوسع وأن التغيير البنّاء يمكن أن تكون له تبعات بعيدة المدى تتجاوز الأسرة. فمن خلال تغيير الأعراف والمواقف الجندرية القمعية، يمكننا عكس تطبيع العنف الذي يؤدي إلى التفكّك، إذ يؤدي انتقال العنف بين الأجيال إلى انتشار العنف عمودياً من الوالدَيْن إلى الطفل وأفقياً عبر المجتمعات، وبالتالي، فهذا النمط هو ميدان مهم لتدخلات بناء السلام.