مراعاة حساسية النزاع والنوع الاجتماعي

يمكن أن يكون للبرمجة الإنمائية والإنسانية تأثير كبير على السلام والأمن في السياقات الهشة والمتضرِّرة بفعل النزاع. ويمكن أن تتسبّب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في تأجيج ديناميات النزاع أو تؤدي إلى تفاقمها.

إذا لم يتم تحديد هذه المخاطر وإدارتها والتخفيف من حدتها بشكل جيد، يمكن أن تتحوّل هذه النزاعات إلى نزاعات عنيفة. وغالباً ما تكون المقاربات التقليدية لإيصال المساعدات غير مناسبة لمواجهة تحديات أولئك الذين يعيشون في الدول الهشة والمتضرِّرة بفعل النزاع. في أحسن الأحوال، لن يكون للمساعدات التي يتم تقديمها بشكل سيء أي تأثير على النزاع، وفي أسوأ الأحوال، يمكن أن تؤجج العنف. ويجب على الحكومات والمنظمات والجهات التجارية الفاعلة بالتالي اتخاذ خطوات استباقية ومقصودة لمراعاة حساسية النزاع في مقاربتها.

تعتمد مقاربة منظمة إنترناشونال ألرت تجاه النزاع ومراعاة الفروق بين الجنسَيْن على الاعتقاد بأن الحكومات والمنظمات والأفراد الذين يتبنون هذه المقاربات في عملهم لا يخففون بذلك من مخاطر إلحاق الأذى فحسب، بل يساهمون بفعالية في بناء سلام إيجابي. ونحن نؤيد دمج ممارسات مراعاة حساسية النزاع ومراعاة الفروق بين الجنسَيْن في عمليات المنظمات العاملة في الدول الهشة والمتضرِّرة بفعل النزاع، بدلاً من النظر إلى هذا الأمر على أنه نشاط إضافي أو تمرين بيروقراطي يستوفي الواجب شكلياً فقط.

كيف ندعم الصراع والحساسية الجنسانية

تدعم منظمة إنترناشونال ألرت مجموعة متنوعة من المنظمات التنموية والإنسانية والجهات المانحة والشركاء المنفِّذين والشركات والحكومات في دمج مراعاة حساسية النزاع ومراعاة الفروق بين الجنسَيْن في برامجها بثلاث طرق:

  1. تحليل النزاع والنوع الاجتماعي، وإجراء التقييمات والبحوث حول النزاع والنوع الاجتماعي: قامت منظمة إنترناشونال ألرت بتطوير نموذج داخلي لتحليل السلام والنزاع (دليل تحليل السلام والنزاع PCA) بالإضافة إلى منهجية بحث لتحديد أسباب ودوافع النزاع وتسليط الضوء على مخاطر النزاع على البرامج والشركاء المنفِّذين. كما أننا أدرجنا تحليل النزاع (وتحليل النوع الاجتماعي) في منهجيات تحليل الاقتصاد السياسي لدعم الشركاء والمانحين الخارجيين.
  2. بناء القدرات والتدريب: تقدّم منظمة إنترناشونال ألرت ورش عمل مخصَّصة، إما لمرة واحدة أو على شكل سلسلة، للموظفين والشركاء والمستفيدين من المنظمات التنموية والإنسانية، وكذلك الشركات. وتشمل مواضيع التدريب تحليل النزاع بشكل أكثر تحديداً ومراعاة حساسية النزاع على نطاق أوسع، بما في ذلك تطوير إرشادات حول وضع مراعاة حساسية النزاع موضع التنفيذ.
  3. المواكبة: تدعم منظمة إنترناشونال ألرت تصميم المشاريع أو البرامج التي تراعي حساسية النزاع، وتنفيذها ومراقبتها وتقييمها؛ وتطوير وتنفيذ الاستراتيجيات الإقليمية والقطرية والقطاعية؛ وإجراء اتصالات لتأمين التمويل ووضع استراتيجيات للمراقبة والتقييم؛ وإجراء إصلاحات في السياسة التنظيمية؛ وتسهيل المشاورات وعمليات التنفيذ التشاركية.