حوار
للحوار دور مركزي في بناء السلام. ويمكن أن تساعد العملية الناس على الاستجابة بشكل خلاق للنزاع الاجتماعي والسياسي وإرساء أسس السلام والمصالحة.
في منظمة إنترناشونال ألرت، لطالما استخدمنا الحوار كوسيلة لبناء السلام طوال أكثر من 30 عاماً، فجمعنا ضحايا الإبادة الجماعية في رواندا ومرتكبيها معاً ليتعلّما كيف يعيشان جنباً إلى جنب في سلام، وسددنا هوّة الانقسامات العميقة بين المجتمعات وقوات الأمن في تمبكتو، في مالي، وتصدينا للعنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال الحوار المجتمعي في مقديشو، في الصومال، وخلقنا مساحات آمنة للاجئين والمجتمعات المضيفة لمعالجة التوترات المجتمعية في البقاع، في لبنان.
تجمع مبادرات الحوار بين الأطراف والجهات الفاعلة المعنية في حالة نزاع ما لتحسين العلاقات وبناء الثقة، ولتطوير مقاربات لحل النزاع بصورة مشتركة. وقد يبدو الأمر في الظاهر متعلقاً بحل المشاكل وإيجاد الحلول، ولكنه يتعلق في الجوهر بإيجاد طريقة لفهم وجهات نظر بعضنا البعض المختلفة ورفع الصوت. فيمكن للحوار أن يساعد الناس على بناء الثقة وتعزيز الاحترام وتمتين العلاقات وسط حالات سوء الفهم والشك والتوتر. ويمكن اتخاذ الخطوات الأولى نحو التفاهم من خلال توفير منبر يتفق في إطاره الناس على الاستماع إلى بعضهم البعض.
وتتجاوز عمليات الحوار المستمرة الاتفاقات التي تم التفاوض عليها، فهي تتعلق أكثر بتحويل العلاقات العدائية من خلال التفاعل والتواصل وبناء الثقة.
في النهاية، الحوار هو وسيلة لإحداث تغيير شخصي ومجتمعي.