ما هو بناء السلام؟

يقوم بناء السلام بشكل أساسي على التعامل مع الأسباب الكامنة وراء اقتتال الناس فيما بينهم في المقام الأول إلى جانب دعم المجتمعات لإدارة خلافاتها ونزاعاتها دون اللجوء إلى العنف. 

وهو يهدف إلى منع اندلاع العنف الذي يمكن أن يبرز إلى السطح قبل وأثناء وبعد النزاعات وتصاعده واستمراره وتكراره.  

وهو يُعدّ عملية طويلة الأجل وتعاونية لأنها تنطوي على تغييرات في المواقف والسلوكيات والأعراف والمؤسسات. 


ما الذي يساهم في تحقيق السلام؟ 

نحن نعتقد أن السلام هو أكثر من مجرد غياب العنف. ففي حين أن الفترة التي تلي توقُّف القتال والمطبوعة بالعودة إلى الحياة الطبيعية أمرٌ مرحَّب به، فإن الاستقرار غالباً ما يخفي حقيقة أن المظالم أو الأسباب الأخرى للنزاع لم تتم معالجتها وقد تطفو إلى السطح مجدداً. وتسعى منظمات بناء السلام مثل إنترناشونال ألرت في نهاية المطاف إلى تعزيز ما يوصف بـ “السلام الإيجابي”. 

لفهم بناء السلام، نحن نحتاج إلى تقدير العوامل التي تساهم في إرساء السلام، والتي قد يؤدي غيابها إلى النزاع. يحلّ السلام الإيجابي عندما: 

  • يعيش الجميع في أمان، دون خوف أو تهديد بالعنف، ولا يسمح القانون أو الممارسة بأي شكل من أشكال العنف. 
  • يكون الجميع سواسية أمام القانون، وتكون أنظمة العدالة موثوقة، وتحمي القوانين العادلة والفعالة حقوق الناس. 
  • يكون كل فرد قادراً على المشاركة في صياغة القرارات السياسية وتكون الحكومة مسؤولة أمام الشعب. 
  • يتمتع كل فرد بإمكانية الوصول العادل والمتساوي إلى الاحتياجات الأساسية التي تضمن رفاهه – مثل الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والتعليم والرعاية الصحية وبيئة معيشية لائقة. 
  • يتمتع كل فرد بفرص متساوية في العمل وكسب الرزق، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو أي جانب آخر من جوانب الهوية. 

هذه هي العوامل التي إذا ما اجتمعت تمد الناس بالقدرة على الصمود التي تسمح لهم بالتعامل مع خلافاتهم ونزاعاتهم دون اللجوء إلى العنف. 

علامَ يشتمل بناء السلام؟ 

تتعدّد وتتنوّع مقاربات وأساليب بناء السلام، ولكنها تعمل كلها في نهاية المطاف لضمان أن يكون الناس في مأمن من الأذى، وأن يكون لهم وصول إلى القانون والعدالة، وأن يتم إشراكهم في القرارات السياسية التي تؤثر عليهم، وأن يحصلوا على فرص اقتصادية أفضل، وأن يحظوا بسبل عيش أكرم.  

بعض الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك هي: 

  • جمع المجموعات المختلفة معاً لبناء الثقة وتعزيز المصالحة. 
  • الانخراط في أشكال مختلفة من الدبلوماسية ودعم عمليات السلام الرسمية. 
  • تعزيز الديمقراطية والسياسة الشاملة (على سبيل المثال، تضمين الفئات المهمشة، إطلاق مبادرات المواطنة النشطة، وما إلى ذلك). 
  • تحسين أنظمة العدالة (على سبيل المثال، مبادرات مكافحة الفساد، الإصلاحات الدستورية، الوصول إلى مبادرات العدالة، إنشاء لجان الحقيقة، وما إلى ذلك). 
  • العمل على تحسين أمن المجتمع وتشكيل سلوك القوى الأمنية. 
  • العمل بالتعاون مع قطاع الأعمال والتجارة لخلق وظائف مستدامة أو تحسين ممارسات التوظيف في هذا القطاع. 
  • تحسين البنية التحتية والتخطيط الحضري والريفي. 
  • خلق إعلام مجاني وشامل. 
  • جعل برامج التنمية (الصحة، التعليم، التنمية الاقتصادية) في مناطق النزاع أكثر حساسية تجاه ديناميات النزاع بحيث تساهم عمداً في إرساء السلام. 

والأهم من ذلك، فإن بناء السلام يتحقّق بشكل تعاوني، على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية. ويلعب الأفراد والمجتمعات ومنظمات المجتمع المدني والحكومات والهيئات الإقليمية والقطاع الخاص دوراً في بناء السلام. وللحفاظ على التغيير الإيجابي، يجب أن يشارك كل شخص متأثِّر بنزاع عنيف في عملية بناء السلام. 

تبرّع اليوم وساعدنا في جعل السلام حقيقة واقعة

نحن نؤمن بعالم يحل فيه الناس خلافاتهم دون اللجوء إلى العنف. من المستوى الشعبي إلى مستوى السياسات، نحن نجمع الناس معاً لبناء سلام مستدام.