سوريا

تتّصف مقاربة منظمة إنترناشونال ألرت لعملنا في سوريا بأنها طويلة الأمد ومستنِدة إلى مفهوم أن بناء السلام هو مسعى متعدّد الأجيال؛ ومتعدّد الأوجه من حيث المواضيع والقضايا التي يتم تناولها؛ ومتعدّد المسارات، فيشمل المنظمات المجتمعية، والمجتمع المدني، والسلطات المحلية والوطنية، وصانعي السياسات الدوليين، وصنّاع السلام، والدبلوماسيين؛ ومنتشر جغرافياً عبر الشرق الأوسط وأوروبا؛ وشامل، إذ يشرك السوريين من جهتَيْ خط النزاع ومن الأطياف الاجتماعية والثقافية والسياسية والجندرية والجيلية كافة.

تساعد برامجنا في دعم عمليات السلام المحلية والدولية، مع التركيز على المشاركة الهادفة للمجتمع المدني والنساء والشباب والفئات المهمَّشة الأخرى في هذه العملية.

فمن خلال تنمية القدرات والمواكبة والشراكات، نحن نساعد المجتمع المدني على تعزيز بناء السلام. ونحن نركّز على التأثير على الجهات الفاعلة ذات الصلة لدفعها إلى اعتماد مقاربات تراعي الفوارق بين الجنسَيْن وتتمحور حول الإنسان. ونحن نعمل أيضاً مع الجهات الفاعلة الرئيسية على وضع برامج تراعي حساسية النزاع.

سياق النزاع

بلغت التكلفة البشرية للحرب في سوريا ما يقرب من 227413 قتيلاً مدنياً بين آذار/مارس 2011 وآذار/مارس 2021. وقد أسفرت الحرب عن دفع 5.6 مليون سوري إلى اللجوء، و6.7 مليون آخرين إلى النزوح داخلياً. واعتباراً من آذار/مارس 2021، وجد ما يقدَّر بنحو 13.4 مليون شخص أنفسهم بحاجة إلى مساعدات إنسانية داخل سوريا. وانخفض مستوى العنف في البلاد منذ العام 2019. ومع ذلك، لا تزال الأسباب الجذرية للنزاع تتداخل وتتفاقم الآن بفعل عقد من العنف الشديد بين الجهات الفاعلة المسلَّحة وضد المدنيين، مما أدّى إلى النزوح والصدمات والانكماش الاقتصادي والانهيار والتشرذم الاجتماعي.

وتشير التوقعات بالنسبة إلى سوريا إلى أن النزاع سوف يطول أكثر ويتجمّد أكثر مع التقسيم الفعلي للبلاد إلى مناطق نفوذ مختلفة. وسوف تتواصل المبادرات الدولية الهادفة إلى حشد إجماع حول وقف إطلاق النار وتقاسم السلطة، لكنّ التوصل إلى تسوية للنزاع عن طريق التفاوض لا يزال بعيد المنال.

وعلى الرغم من البيئة الصعبة للغاية، يبقى العديد من المنظمات والأفراد والشبكات ملتزمين ببناء السلام في سوريا ولأجل السوريين الذين يعيشون خارج البلاد. ويجب توسيع رقعة هذه الجهود وضمان استدامتها على المدى الطويل. ويتطلّب السياق طرقاً جديدة للعمل، وتفكيراً متجدِّداً، وشراكات متنوعة، وقيادة نشطة للجهات الفاعلة الدولية والجهات الفاعلة في المجتمع المدني السوري من أجل مواصلة العمل في سبيل تحقيق السلام.

تواصل مع فريقنا العامل على ملف سوريا

تابع حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي العالمية